سفر
أنا في واشنطن الآن، ويجب أن أعود الى المنزل، ولم أقتن تذكرة العودة. كنت في احدى السفارات لطلب تأشيرة دخول، كالعادة، نفس النظرات، نفس الأسئلة، لماذا أنت قادم الى هنا، كم ستظل في هذا البلد، متى تعود؟ هل أتيت من قبل الى هنا؟ نريد بصماتك، ابهامك، اصابعك الأخرى دون الوسطى، كم أردت وضع الوسطى فقط على آلته. اجلس، نريد تصويرك، مِل الى اليمين قليلا، لا تغلق عينيك، لا تتحرك، تراجع الى الخلف أكثر، لا تلمس الزجاج بيني وبينك، حادثني بالميكروفون الذي بجانبك. أين تأمينك الصحي، أين كشوفات حساباتك البنكية، هل هذا حسابك البنكي الوحيد؟ لماذا أنت في أمريكا؟ في أي كلية تدرس؟ جوازك سيظل معنا، ثمانون دولارا، مع السلامة. أخرج ململِمًا أوراقي بعد انتهاء المقابلة التسولية، أسوي قبعة رأسي وأضع السماعات الكبيرة في محاولة بائسة لتدفئةٍ مضاعفة لأذني، أتوجه نحو منطقة أدامز مورقن، أخبرني سائق التاكسي أنها احدى المناطق الرخيصة في واشنطن، بعد أن ملأ رأسي عن بالحديث عن بلده كوريا الجنوبية وهجرته منها حالما بغد أفضل بعد كان صاحب مطعم هناك لينتهي به الأمر هنا سائقًا. تتغير الشوارع ، وترسم ملامح جديدة مغايرة كثيرة للمدين