Posts

Showing posts from 2016

ولادة ميساء

Image
نهاية  أقف أمام المرآة، للمرّة الألف. أمرّر أناملي على وجهي، أتذكر وجهي ؟ طلما قلت لي أنّه جميل، هادئ و مضيء كنجمة ليليّة بعيدة. لكنّني الآن أراه قبيحًا، قبيحًا بشكل فظيع. آثار الكدمات الزرقاء و الأرجوانية أحيانا تغطي كامل جسدي، بالأمس أشبعني أخي ضربا لأنه اكتشف أنني ادخّن، كلّ كدَمة تذكرني بنفس من الدخان اللذيذ الذي ملأ خلايا دماغي، ضربني شقيقي الذي يستهلك علبتين من السجائر يوميّا. انحدر بيدي نحو ثنايا جسدي المنهك،أتلمّس الزوايا المنتفخة.. أتعلم ؟ هذا العالم بائس ، و يجعل منّا بؤساء كلّ يوم، هذا العالم عبارة عن عملية تحيّل كبيرة، قام بها الله، أو لا أعلم من قام بها حقيقة، كي يوهمننا أنّنا أحياء. و كي نتخبّط  لسنوات طويلة، سائرين بخطى حثيثة نحو الموت. الموت، تلك الكلمة الكبيرة، كم يغريني الموت لو تعلم، و يدفعني كلّ يوم نحوه، حين أكتشف أننا لا نحيا، بل نحن في انتظار الموت الذي نخافه، و لكن لا نتوقف عن ذكره في نفس الوقت:  نحن نشاهد الموت في الأخبار، نتحدث عنه في المقاهي و البرامج التلفزيونية و الدينية و الترفيهية، نلبسه في أدبشتنا، بل نحتفي في العي...
Image
الرّسالة الأخيرة. آمل أن تقرئي رسالتي كاملة ، و أن تتحاملي على غضبك، لأنها آخر كلمات أقولها لك.. حين كنت أستمع الى الأغنية الشّهيرة (نسيت حتى العنوان و اسم المغني، لم يعد لي ذهنٌ صاف)                                                                                      « only you know you love her when you let her go And you let here go » كنت أسخر من كاتب الكلمات ، و من المغنّي على حدّ سواء، و كنت أعتبرها مجرّد أغنية تجاريّة رخيصة، فكيف يقع أن  لا نحس بالحبّ الّا عند الفقد؟ ألا يوجد الحب في الوسط، أثناء قرب الحبيبين؟ كيف تكيّف العلاقة اذن، ك"علاقة حب"؟ أ...

أضغاث منتصف الليل

Image
اليوم عدت في سيارة أجرة تجري بسرعة كبيرة مئة كيلومتر مئة و خمسون مئتان تطوي الجبال ثم السهول الخضراء ثم الزياتين و الزياتين و الزياتين بلا نهاية ارى فلاحين و فلاحات يحملن أخشابا على ظهورهن أطفالا يلوحون بأيديهم الى السيارات بسعادة تلقائية ريف شاسع ممتد بلا نهاية لا تشوهه عقد المدينة و أمراضها النفسية آه من المدينة شوارع لا تنتهي تمتلأ بالناس يمشون دون توقف الجميع عابس مهموم شارع الحبيب بورقيبة شارع قرطاج شارع مرسيليا شارع الهادي نويرة شوارع شوارع شوارع متروات خضراء، اللص، الدو التروا الكات السانك السيس ثمة مترو آخر وراه سيب هاك الباب يا راس اللحم يا مصطك سيب هاك الساك خبي هاك التلفون نطروهولك حافلات صفراء قدم القدام الوسط فارغ عمال و موظفون مطحونون طلاب جائعون بطالة هائمون روائح كثيرة دزّ و لزّ و عفس المحطة الجاية اهبط مقهى تليها مقهى و بين كل مقهى و مقهى قاعة شاي واحد كابوسين زوز اكسبريس ثلاثة تاي قهاوي فيها الفقراء و أخرى فيها الأغنياء بونجور موسيو بونجور مادام ديراكت كراوسون تيراميسو القهوة بخمسة دنانير كل هذا الجمع له خمس دنانير ليضعها في رشفة قهوة و انا لا املك دينارا واحدا ميتي...

حُلم

Image
كم أحلم، بالقاء كل شيء وراء ظهري، بأن أترك كل شيء، الجامعة، و العمل، و العائلة، و نفسي، و أن أحمل ذاتي التائهة فقط، و أطير. كم أتمنى أن أكون بجناحين، أن أطير عاليًا، كي أتفرج على العالم من الأسفل، صغيرًا صغيرًا، حتى يستحبل مجرد سراب، ثم أتخذ من سحابة مسكنا لي. أريد أن أرقص، أن أرقص كثيرا، و أنا ثمل، لا عقل لي، و لا رأس يحمل تلك الأفكار الكثيرة المتصارعة المتعِبة، أن تحمرّ وجنتاي فرحًا، و رقصًا، و ثمالةً، و أصبح جزءًا من الموسيقى الصاخبة التي تُعزف، أتوحد بها، فأطير بطريقة أخرى، بأجنحة جديدة. أريد أن أحمل حقيبة صغيرة، تحمل أوراقا و كتبا، و أرحل الى غابة منعزلة، على شاطئ صغير، فأبني لنفسي هناك، بيتًا من ورق، و أعيش سعيدًا، دون حرب أو نزاع أو حافلة و سيارة أجرة أو اشارات مرور حمراء و برتقالية و خضراء أو رجال شرطة و وزراء و نشالين و أبواق سيارات و شجار مارّة، أصبح ملكا لجمهوريتي الصغيرة، جمهورية الورق. كم أريد، أن تكون لي يوماً ما، حبيبة، حبيبة حقيقية، تحبني فقط، أنا الرجل المهزوم المتعب، ترافقني في رحلة الطيران، و الرقص، و الثمالة، و مملكة الورق، فنرقص كثيرًا، و نطير أكثر، ثم نمارس الحب...

خيانة مرضيّة - قصّة/رسالة.

Image
حبيبتي.. بأية كلمات أواجهك، أي كلمات ستنقذني هذه المرة. هذه المرة، يتصادم كل شيء، يصبح الأمر شبيها بقطع الدومينو التي تتساقط قطعة تلو الأخرى، تكون كل قطعة سببًا في سقوط القطعة الأخرى، حتّى يقع السقوط المدوّي الكبير.. خيانة، و وَرم.. لا يقبل أحدهما التصديق أكثر من الآخر. خبران من النوع الثقيل.. حبيبك، الذي يعشقك، كاهن معبدك، مجنونك، يخونك؟ أتظنيني أنني سأنكر الخطأ الكبير؟ ما سأفسره فقط أن ما وقع لم يكن سوى مازوشية مريرة مني، هوًى بتعذيب نفسي، بتحسيسها بالذنب و بعدمية الأشياء، لا تعلمين كم يتضاعف ذلك الاحساس بلا عدمية الأمور حين تحس باقتراب النّهاية.. كان الأمر حين دخلت لقسم الاستعجالي في مارس الفارط، باصرار شديد من أمي توجهت الى طبيب مختص في الامراض القلبية، لتكن النتيجة صادمة، ورم سرطاني في أولى مراحله.. ورم ليفي ملس ،لا يتعدى معدل اصابته المرة في في السنة، لتصيبني تلك المرة، بورم لا يمكن علاجه حتى بالعلاج الكيميائي، بل بطرق ملتوية .. أصابني الهلع، سقط كل شيء، سقطت أنا من مرتفعات الاشياء التي كنت أحلم بها، رأيتك أنتِ و أصدقائنا و مدرسة المهندسين و معرض لوحاتي و و ...