وِحدة
أتصور، أن اكبر اكتشاف تعلقت به في الأربع سنوات الأخيرة، كان هو الوحدة. لم يكن الاكتشاف الكبير السفر، ولا الاغتراب، ولا اللغة ولا الحضارة: كان الوحدة، الوحدة الحقيقية. لم يعني ذلك أبدًا أنني كنتُ وحيدا فيزيائيًا: بالعكس، كان الوجود في أمريكا بابا مفتوحًا كبيرًا، كنت ألتقي الناس كل يوم. الا أنني أصبحتُ وحيدًا حقيقيا، بالمعنى الروحي. أصبحتُ أجلس مع الشخص، أو النديم، أو الصديقة المعجب بها، ونتحدث لفترة طويلة، دون أن تنقصَ من درجة وحدتي انمُلةٌ واحدةٌ. أصبح هناك جدارٌ، جدارٌ كبير جدا، وسميك بشكل مرعب، يحول بيني وبين لمس دواخل الآخر، حتى أصبح البشر الذي يحاول التواصل معي، يفشل فشلاً ذريعا، بينما ينجح قط، او سنجاب في الحديقة الشاسعة، او كرسي، في ذلك. اشتقتُ أن أحس أنني مع شخص ما، أن أحس بالرفقة: الرفقة هي التعبير المثالي لما ينقصني بشدة. أنا لا اتحدث عن حب أو صداقة او محبة أو لقاءات او معرفة أو شبكة علاقات او صداقات، كل ذلك يحدثُ كل يوم. أنا أتحدث عن الرفقة الحقيقية، التي لا تحتاج حتى الكلام كي تشتعل كالنار. أتذكر جيدا أنني كنتُ اجلس مع صديق الطفولة والمراهقة، أمام بيت منزلهم الكبير في...